الفصل الخامس: النظام الاقتصادي في الدولة العربية الإسلامية

س1) كيف كانت سياسة الخلافة العباسية مع الفلاح العراقي؟ وما النتائج التي ترتبت عليها؟

وفي العصر العباسي زادت أهمية الفلاح العراقي، وقد أتبع الخلفاء العباسيون سياسة طيبة مع الفلاحين، فهذا هارون الرشيد عندما تولى الخلافة طبق سياسة العدل والإنصاف على الفلاحين، ففي سنة 172هـ/ 788م خفف نسبة المقاسمة على الفلاحين وأنقصها، فحذف العشر الذي كان يؤخذ بعد النصف، كما ألغى الرسوم الإضافية التي كان يأخذها الجباة من المزارعين، أما الخليفة المتوكل فاهتم بحماية الفلاح العراقي واتخذ قراراً بتأخير موعد جباية الخراج إلى وقت نضوج الحاصل، غير أن حالة الفلاح العراقي أخذت بالتدهور والإنحطاط خلال حقبة سيطرة البويهيين والسلاجقة نتيجة سيادة الإقطاع العسكري وهيمنته على جميع المرافق الزراعية فزالت العناية بالزراعة في جميع السواد بالعراق، غير أن نجاح الخليفة الناصر لدين الله في إنهاء النفوذ السلجوقي قد أعاد للفلاح العراقي مركزه وأهميته فأخذ يهتم بالزراعة ويعمر ما خربه السلاجقة، لذلك انتعشت الزراعة في عهده حتى وصف الرحالة ابن جبير عندما زار بغداد 580هـ/ 1184م الجانب الشرقي من بغداد قائلاً (أرضاً كلها بساط أخضر).

س2) متى بدأ ظهور الاقطاع؟ وكيف تطور خلال العصرين الراشدي والأموي؟

الإقطاع: هو أن يقطع السلطان أحد المزارعين أرضاً فتكون له وتسمى تلك الأرض قطائع، أما المقاطعة فتعني القرية ونحوها مع الإقرار على مقطعها شيئاً يقوم به لبيت المال في كل سنة، ثم تطور هذا الإقطاع خلال العصور الراشدي والأموي والعباسي من بعدهم أيضاً إذ أن الخلفاء الأمويين والعباسيين كانوا يقطعون أراضي مصر لنفر من خواصهم (أي جماعتهم).

س3) ما سياسة الدولة العربية الاسلامية في الري ووسائله في الزراعة؟

استمر الإهتمام بالري ووسائله في عصر الخلفاء الراشدين (رضي الله عنه) واستمر ذلك في العصر الأموي حيث تم استصلاح البطائح من خلال المسنيات والسدود وكذلك الإهتمام بحفر الأنهار وإقامة القناطر (الجسور) ومنها قنطرة الكوفة وقنطرة دجلة وهذا فضلاً عن إنشاء السدود على نهر دجلة لإتقاء خطر الفيضان وتنظيم توزيع الماء في الترع والجداول مما أدى إلى إنتعاش الزراعة، ولما جاء العباسيون بذلوا عناية كبيرة في كل ما يتعلق بشؤون الزراعة فقد عمدوا إلى تجفيف المستنقعات في البطائح، وفي العراق تابعوا عنايتهم بشؤون الري وصيانة السدود والترع في البصرة وواسط وحفروا الأنهار في بغداد وسامراء، أما في مصر فكان الإهتمام منصباً في السيطرة على مياه النيل للانتفاع بها في الزراعة والري لذلك أقيم عليه سدان في الجزء السفلي يسمى سد خليج أمير المؤمنين والآخر عند سردوس جنوب عين شمس.

س4) ما أنواع ملكيات الأرض في الدولة العربية الإسلامية؟ عددها واشرح اثنين منها.

• ملكية أرض الموات بعد إحيائها: وهي الأرض الموات التي ليست في حوزة أحد أو ملك لأحد يقوم صاحبها بإحيائها فهي له، وتعود بداية ظهورها إلى عهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) ويتضح ذلك من قوله (من أحيا أرضاً ميتة فهي له)، وقد سار على نهجه الخلفاء الراشدون بعد ذلك.
• ملكية أرض الصوافي: ويقصد بالصوافي الأراضي الخاصة بالخليفة وتسمى صوافي الإمام وهي ملك للدولة، وتعود ملكية استصفاء الأراضي إلى عهد الخليفة الراشدي عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إذ اختار المسلمون أرض السواد في العراق بعد تحريره عن الدولة الساسانية أنواع منها أراضي كسرى والأراضي الموقوفة لبيوت التراث والمعابد وأراضي من قتل في الحرب وغيرها، وقد اعتبرت الصوافي ملكاً عاماً للدولة وتكون تحت تصرف الخليفة إن شاء أقطع منها وإن شاء لم يقطع، وقد أقطع الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه) من هذه الصوافي في العراق لعدد من الرجال منهم عدي بن هاشم الطائي والأشعث بن قيس الكندي.
• ملكية أرض الصلح: وهي الأراضي التي بقيت بأيدي أهلها مقابل دفع ضريبة الخراج عنها، وتقدير ضريبة الخراج كان يختلف إما يكون حسب الأرض وهو ما يسمى خراج المساحة ومن فوائد هذه الخراج أنه يؤمن للدولة مورد ثابت لا يتأثر بتقلبات الأموال الزراعية لأنه يعتمد على مساحة الأرض وهي ثابتة.

س5) ما الضرائب التي كانت تجبيها الدولة العربية الإسلامية لتغطية نفقاتها المدنية والعسكرية؟ عددها فقط.

1. الخراج.
2. الخمس.
3. الزكاة.
4. العشور.
5. ضرائب أخرى مثل هدايا الأعياد كالنيروز والمهرجان.

س6) ما السياسة التي انتهجتها الدولة العربية الإسلامية مع أهل المهن والحرف؟

طبقت الدولة العربية الإسلامية الحرية في العمل وفتحت المجال واسعاً أمام جميع الفئات الإجتماعية في ممارسة العمل واختيار المهن التي تناسب كلاً منهم، فكان العطارون والحدادون والنجارون والبزازون والقصابون وغير ذلك في المهن.

س7) كيف ظهرت الأصناف (النقابات) في البلاد العربية الإسلامية؟ وكيف كانت تدير شؤونها؟

ظهور وظيفة الأصناف (النقابات) في العصر العباسي خلال القرن 3هـ/9م نتيجة التطورات الاقتصادية والاجتماعية التي رافقت نمو المدن، وقد قامت النقابات في المدن الرئيسة في العراق والشام ومصر وولايات المشرق والأندلس، ومثلت في وجودها في المجتمع العربي الإسلامي رد فعل للأحوال الاقتصادية الجديدة ومحاولة أهل الحرف والعمال تحسين مستواهم المعيشي، لذلك انبثقت نقابات الحرف حرة وشعبية مستقلة وظلت تحمل الطابع الديمقراطي بعكس ما كان الأمر في أوروبا في العصور الوسطى حيث كانت النقابات طبقية بحيث أن العضوية حصرت في فئات معينة من السكان، وقد استخدمت عدة مصطلحات مختلفة للدلالة على النقابات العربية الإسلامية أشهرها إصطلاح صنف، وكان واجب النقابة أو الصنف:

1. تنظيم الحرفة.
2. ورعاية مصالح أعضائها.
3. والمحافظة على أسرار الحرفة.
4. وتحديد الأسعار والحفاظ على مستويات الصنعة.

س8) ما أهمية الصكوك (السفتجة) في المعاملات التجارية في الدولة العربية الإسلامية؟

تستخدم في المعاملات التجارية والمالية الضخمة كوسيلة مأمونة في نقل النقود وعدم تعرضها للضياع ويقدم بها الصيارفة، فالشخص الذي معه مال يعطه للصراف ويأخذ منه رفاعاً ثم يشتري ما يحتاج إليه ويحول ثمنه إلى الصراف، وقد شاع استعمال السفتجة في الحوالة لتسهيل عمليات البيع والشراء بين المدن والولايات وكان الصيارفة يأخذون عمولة عن صرف الصكوك تصل أحياناً إلى درهماً على كل دينار، ولهم سوق يسمى سوق الصرافين.

س9) كيف كانت العلاقات التجارية بين مصر وبلاد الشام خلال العصور الإسلامية؟

أما الطريق البري من أوروبا إلى المشرق فيبدأ من بلاد الأندلس إلى طنجة عبر مضيق جبل طارق مجتازاً بلاد المغرب الأقصى والأوسط والأدنى عن طريق تونس حتى يصل إلى مصر ثم يتوجه إلى بلاد الشام ماراً بالرملة في فلسطين ثم دمشق ثم يتجه إلى العراق ماراً بالكوفة والبصرة ثم إلى فارس ماراً بالأحواز ثم إلى كرمان والهند والصين.

س10) ما هي أهم طرائق التبادل التجاري بين البائع والمشتري؟

1. طريقة النفوذ بنوعيها الدينار الذهبي والدرهم الفضي.
2. طريقة المبادلة بالسلع (المقايضة) بين البائع والمشتري.
3. طريقة الصكوك وتسمى السفتجة (الحوالة).