الفصل الرابع: القضاء

س1) ما هي المراجع الأساسية للاحتكام قبل الإسلام؟ ومن الذي كان يقوم بدور القاضي.

كانت القيم والأعراف هي المرجع الأساسي للأحكام والفصل بين أفراد القبيلة أو بين القبائل، وكانت عقوبة الجريمة في المجتمع القبلي لا تقع على ذات المجرم إذا كانت الضحية من قبيلة أخرى بل أنها تقع على جميع أفراد القبيلة التي كانت متكاملة في السراء والضراء، وممن تولى القضاء قبل الإسلام في قريش جد الرسول (صلى الله عليه وسلم) هشام بن عبد مناف وقيس بن ساعده وأمية بن أبي لهب والشاعر زهير بن أبي سلمى وعبد الله بن جدعان.

س2) ما المقصود بالقضاء لغة واصطلاحاً؟

• القضاء في اللغة: هو القاطع في الأمور المحكم لها، واقتصى القاضي بين الخصوم أي قطع بينهم في الحكم.
• أما اصطلاحاً: فهو الفصل في الخصومات، والإنسان لم يستغن عمن يفصل في قضاياه فمنذ وجوده على شكل مجتمعات بشرية، فقد احتكم إلى العادات والتقاليد والأعراف.

س3) ما هي آداب القضاء التي أمر بها الرسول (ص) وأحكامها.

جمع الرسول (ص) بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، فكان يفصل في الخصومات وكان قاضياً في المدينة المنورة بموجب الحلف الذي عقد فيها بين المهاجرين والأنصار واليهود والمشركين (وثيقة المدينة)، وكان حكم الرسول حكماً قطعياً لا حاجة معه إلى التمييز.

س4) بين مدى رعاية الخلفاء الراشدين (رض) للقضاء وما جاء في العهد الذي كتبه الخليفة الإمام علي بن أبي طالب (ع) إلى مالك الأشتر النخعي عندما ولاه مصر، ناقش ذلك.

وكان العصر الراشدي امتداداً طبيعياً إلى عصر النبوة، وقد أسند أبو بكر (رضي الله عنه) القضاء إلى عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) من دون أن يلقبه بالقاضي، ومن القضاة الذين ولاهم عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) لهذا المنصب أبو الدرداء على المدينة المنورة وعثمان بن أبي العاص على مصر وعين أبي موسى الأشعري على قضاء البصرة، ولم يكن في مدة صدر الإسلام للقاضي سجلات وكتاب يدونون القضايا، ذلك لأن الحكم كتم ينفذ حال صدوره أسوة بالرسول (صلى الله عليه وسلم) وكان القاضي في عهد عمر (رضي الله عنه) يجلس للحكم في المسجد، ثم وجدوا أن هذا لا يتفق وحرمة بيوت الله تجنباً من وقوع الحوادث وارتفاع الأصوات، فأصبح القاضي يجلس في بيته للقضاء بين الناس، ومن أهم المظاهر المستجدة في عهد الخليفة الإمام علي (عليه السلام) أنه استحدث بيتاً تطرح فيه قصص المتظلمين من أجل أن يفسح المجال للرعية بطرح مشاكلهم وشكواهم دون خوف أو وجل يكتبون شكواهم في رقع دون ذكر اسماءهم إذا أرادوا ذلك.

س5) إن استقلال القضاء وحريته في العمل القضائي قد وقع منذ مدة مبكرة في تاريخ الدولة العربية الإسلامية؟ ناقش ذلك.

ونتيجة لمواقف القضاة وأحكامهم العادلة، فقد احترم الخلفاء القضايا أيما احترام، ولم يكن هؤلاء الخلفاء ليتكبروا على أحكام القضاء، ومما يدل على قوة مؤسسة القضاء في ظل الخلافة العباسية وعدم محاباتها أحد أن أبا حامد الأسفراييني قاضي بغداد (ت406هـ) كتب إلى الخليفة العباسي يهدده بالعزل إن لم تنفذ الأحكام القضائية الشرعية ويتم احترامها.

س6) ممن يتكون ديوان المظالم؟

يتكون من هيئة لإدارته ومن أعضاء دائمين هم:

1. الناظر في المظالم: وهو رئيس المجلس، وكان يتقدمه الخليفة أو الوزراء أو كبار القضاة.
2. الحماة والأعوان: ومهمتهم حفظ الأمن والنظام في المجلس مساعدة الحكام وأصحاب المظالم على تنفيذ الحكم لذا يسمى هؤلاء بأصحاب المعونة.
3. القضاة: ومهمتهم الاستعلام منهم عما ثبت عندهم من الحقوق وما تبين لهم من قرار.
4. الفقهاء: ويرجع إليهم في القضايا الشرعية، التي قد يحتاجها الناظر في المظالم.
5. الشهود: وهم الشهود التابعون لناظر المظالم يحضروا كي يشهدوا لإثبات الحكم.

س7) ما اختصاصات مجلس المظالم؟

1. النظر في ظلم وتعدي الولاة على الرعية، وقد تؤدي إلى الحكم بعزل الوالي.
2. النظر في استغلال وتعسف العمال وجباة الخراج والطرق غير المشروعة للحصول على الأموال.
3. مراقبة كتاب الدواوين لأنهم أمناء على أموال المسلمين.
4. تظلم الجند والموظفين من نقص أرزاقهم أو تأخر عطائهم.
5. رد الأموال والأملاك المأخوذة غصباً.
6. الإشراف على الأوقاف.
7. تنفيذ ما عجز القضاة عن تنفيذه من أحكام.
8. النظر فيما عجز عنه الناظرون في الحسبة.
9. النظر في المنازعات والفصل فيها، وعلى والي المظالم أن يقضي القضاة، ولهذا استعين بالقضاة في مجلس المظالم.