الثورة الفرنسية

أولاً: أحوال فرنسا العامة قبيل الثورة:

س1: لم تكن الثورة التي اندلعت في فرنسا في شهر تموز من عام 1789 حدثاً فرنسياً بحتاً وإنما حدثاً أوروبياً وعالمياً؟

نظراً لما يميز تلك الثورة من مزايا هامة منها:

• المبادئ الإنسانية التي جاءت بها تلك الثورة كالحرية والمساواة وهي ما نصت عليه مبادئ حقوق الإنسان.
• ما صاحب تلك الثورة من حروب عديدة عرفت بالحروب النابليونية نسبة إلى القائد العسكري المعروف (نابليون بونابرت).
• ما أنتجته الثورة من نظام جمهوري، ومؤسسات تمثيلية ودستورية، أصبحت مثالاً يحتذى به في بقية دول العالم حتى الوقت الحاضر.

ما هي الأحوال العامة لفرنسا قبيل اندلاع الثورة؟

1. الأحوال السياسية والاجتماعية:

علل: كان النظام السياسي لفرنسا يقوم على نظام الملكية المطلقة؟

لأن الملك مصدر السلطات ويستند في ذلك على قول للملك لويس الرابع عشر (الدولة أنا) وهو الذي يعين الحكومة ويعزلها.

ما هي أعمال الملك لويس الرابع عشر؟

1. هو الذي يعين الحكومة ويعزلها.
2. يعلن الحرب والسلم.
3. يعقد المعاهدات وينقضها.
4. يفرض الضرائب وينفق الأموال كيفما يشاء دون رقابة أو حساب.
5. له حق إصدار القوانين وإلغائها.
6. إلقاء القبض على أي شخص من رعيته دون مبررات أو تفسير.

أي بمعنى أن سلطات الملك في هذا النظام تستند إلى نظرية الحق الإلهي أي أن الملك مصون غير مسؤول وعلى الجميع طاعته، وذلك يعني مصادرة حقوق الإنسان في اختيار نوع الحكم الذي يريده.

علل: إن هذا النوع من الأنظمة المطلقة يقود إلى الاستبداد والطغيان؟

لأنها تقوم على تنفيذ رغبات الملك وحاشيته، فقد بلغ عدد رجال البلاط الملكي في عام 1789م أكثر من 18 ألف شخص تعطى لهم المرتبات والأرزاق دون أن يكون لأكثرهم عمل يؤديه بل جزء من هذه المرتبات تمنح لبعضهم على شكل وظائف وراثية كما كانت فرنسا مقسمة منذ القرون الوسطى إلى مقاطعات يديرها موظفون كبار يدعون (وكلاء الملك)، وكان لكل مقاطعة قوانينها ومجالسها المحلية، وسلطاتها القضائية والاقتصادية التي تختلف الواحدة منها عن الأخرى، ولذلك فعلى الرغم من الوحدة السياسية التي كانت تتمتع بها فرنسا ظاهرياً، فإن البلاد عاشت حالة من الفوضى الإدارية.

عرف:

• الرسائل المختومة: وهي رسائل كان يصدرها ملوك فرنسا قبل الثورة الفرنسية على شكل أوامر بالقبض على أي شخص وسجنه من غير محاكمة أو استجواب مستندين إلى نظرية الحق الإلهي في الحكم وقد استخدمت هذه الرسائل بحق المناهضين للحكم للتخلص منهم.
• نظام الطبقات: لعل أكثر ما كان يسيء لفرنسا أن نظامها السياسي قبيل الثورة يقوم على التمييز الاجتماعي الطبقي، وما يرافقه من امتيازات لفئة قليلة من السكان على حساب المواطنين عامة.

الفرنسيون كانوا منقسمين إلى ثلاث طبقات تفصل بينهما حدود وفواصل يصعب تخطيها وهي:

• طبقة الشرف: ويقف هؤلاء في أعلى مراتب المتجمع الفرنسي ويحيطون بالملك ويعيشون إلى جانبه وهم الذين يدافعون عن النظام الملكي لما يتمتعون به من امتيازات كثيرة يعود بعضها إلى النظام الإقطاعي، وكان هؤلاء يمتلكون خمس الأراضي الصالحة للزراعة في فرنسا ولهم الحق وحدهم في شغل المناصب العليا في الجيش والإدارة والقضاء والدبلوماسية.
• رجال الدين: كان يشكلون الطبقة العليا إلى جانب طبقة الأشراف.

ما هي امتيازات طبقة رجال الدين؟

1. لهم نفوذ قوي.
2. لهم امتيازات تقليدية قديمة تعود إلى القرون الوسطى.
3. يمتلكون مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية التي تدر عليهم موارد مالية ضخمة.
4. الإعفاء من الضرائب الحكومية.
5. بلغ حصيلة مواردها المالية في أواخر القرن الثامن عشر (200) مليون فرنك دهبي.

إملأ الفراغات:

كانت الكنيسة ورجالها معفاة من الضرائب الحكومية والطبقة العامة تتحمل العبء الأكبر منها.

كيف كان الضرائب في فرنسا وهل الشعب الفرنسي متساوي في دفعها؟

لقد كانت الضرائب ثقيلة ولم توزع بصورة عادلة وإن أكثر من يتحملها هم الطبقة العامة، أما النبلاء ورجال الديم فهم معفيون منها.

أكمل ما يأتي:

1. كانت ثروات رجال الدين الكبار تصرف على الملذات والترف.
2. كانت اراضي الكنيسة في فرنسا تبلغ مساحتها خمس أراضي فرنسا.

ج. الطبقة الثالثة:

ما هي صفات الطبقة الثالثة؟

1. هي الطبقة العامة في المجتمع الفرنسي.
2. تشكل الغالبية.
3. تقع عليها أعباء الدولة المالية.
4. الانخراط في الحروب بصفة جنود.
5. مسخرين لخدمة الكنيسة وطبقة الأشراف.

ما هي الأمور التي حرمت منها الطبقة الثالثة؟

1. حقوق الإنسان الطبيعية.
2. حق الحرية.
3. المساواة أمام القانون.
4. حق اختيار النظام السياسي أو الاقتصادي.

ماذا أفرزت الطبقة العامة كرد على الحرمان الذي عانت منه؟

ظهرت فئة صغيرة من المثقفين المتعلمين والنشيطين في مختلف ميادين العلم والاقتصاد والذين عملوا على تنوير المجتمع الفرنسي وتوعيته بالمساوئ السياسية والاقتصادية التي كانت تميز النظام الملكي المطلق وتدعو إلى مساواتها مع طبقتي النبلاء ورجال الدين وتشير في الفرنسيين روح الثورة على الظلم والاضطهاد.

2. الأحوال المالية والاقتصادية:

علل: كانت فرنسا تشكو عجزاً مزمناً في خزينتها؟

1. تعود إلى الحروب العديدة التي خاضها الملك لويس الرابع عشر ولم يعالجها أحد.
2. بسبب تقديم مساعدات كبيرة للأمريكيين في حربهم لاستقلال أمريكا من عام 1775 - 1781 ضد الاستعمار البريطاني.

علل: لم تكن الأزمة المالية الفرنسية سببها ضعف الموارد؟

1. لأن فرنسا كانت تمتلك:
2. زراعة مزدهرة.
3. صناعة متطورة.
4. تجارة خارجية نشطة.

علل: وجود عجز مالي في ميزانية الدولة الفرنسية؟

• عدم موازنة الدولة في نفقاتها ومواردها.
• الطبقات القادرة على دفع الضرائب الكبيرة معفاة منها بسبب الامتيازات القديمة.

املأ الفراغات:

من أنواع الضرائب التي كانت تؤخذ من الطبقة العامة؟

1. ضريبة الرأس (رأس العائلة).
2. ضريبة الملح.
3. ضريبة المشروبات.
4. الضرائب الملكية العقارية.

ترجو نيكر وكالون: هو وزراء مالية قاموا بحملات في زمن لويس الرابع عشر لإصلاح الوضع المالي غير أنها باءت بالفشل.

علل: فشل (ترجو ونيكر وكالون) بالإصلاحات المالية؟

لإصرار النبلاء ورجال الدين على تمسكهم بالإعفاءات الضريبية الممنوحة لهم وعدم التفريط ببقية امتيازاتهم.

ما هي أهم المحاولات الإصلاحية التي قام بها الوزير كالون؟ وهل نجح كالون بالإصلاحات؟

1. جعل الفرنسيين يتساوون كلهم في تحمل مصاريف الدولة بغض النظر عن مراتبهم الاجتماعية.
2. إزالة الحواجز والحدود الجمركية بين الأقاليم الفرنسية لتنشيط التجارة الداخلية وتسهيل انتقال البضائع والسلع داخل فرنسا.
3. إقناع الأشراف ورجال الدين بقبول تلك الإصلاحات لأنها ضرورية لسلامة الدولة ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل أيضاً لأن رجال الطبقة العالمية تمسكوا بالمحافظة على امتيازاتهم.

3. نمو حركة اليقظة الفكرية:

لقد نبهت الحركة الفكرية التي ظهرت في أوروبا وفرنسا؟

1. أخذت تنبه إلى مساوئ الحكم المطلق.
2. أخذت تدعو إلى الحكم الدستوري والمشاركة الواسعة للطبقة العاملة في الحكم.

ما هي مميزات الحركة عالمية وإنسانية واستخدمت النقد والسخرية اللاذعة.

ما هي مميزات حركة اليقظة الفكرية؟

1. عالمية في مبادئها وأفكارها وتدعو إلى:

• المساواة بين الجنس البشري.
• القضاء على الأنظمة المطلقة.
• العودة إلى الشعب كمصدر للسلطات.

2. إنسانية في نزعتها كما ظهرت في كتابات المفكرين الذين دعوا:

• التمسك بحقوق الإنسان.
• القوانين والحكومات ما هي إلا وسائل لإسعاد الإنسان لا لتقييد حريته.
• قيمة أي نظام سياسي تتوقف على مدى استجابته لحقوق مواطنيه واحترامهم.

3. اتسمت بطابع النقد والسخرية اللاذعة لنشر أفكارها من خلال:

• نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
• النقد اللاذع للكنيسة والحكومة ومساوئها.

إملأ الفراغات:

• ظهر مفكرين أوروبيون مثل غيبون لوك وهيوم في إنكلترا.
• وشيللر وغوته في الولايات الألمانية.
• وفولتير وروسو موتنسكيو في فرنسا.

ما هي المطاليب التي طرحتها اليقظة الفكرية (أو الثورة الفرنسية)؟

1. إسقاط الحكم المطلق وتحقيق حرية المجتمع وإلغاء العبودية والاضطهاد.
2. إقرار المساواة بين المواطنين.
3. إقرار نظام حماية التجارة.
4. التسامح الديني والحرية في الأمور الاقتصادية.

أذكر أهم المفكرين الفرنسيين الذين مارسوا دوراً كبيراً في تهيئة أذهان الفرنسيين للثورة على النظام الملكي المطلق؟

1. فولتير 1694 - 1778:

1. من أشهر المفكرين الفرنسيين الذين عملوا على إيقاف الشعور الوطني عند الفرنسيين.
2. إمتاز أسلوبه بالسخرية والنقد اللاذع لكل من مظاهر السلطتين السياسية والدينية فضلاً عن النظام الملكي.
3. لقد هزأ بالكنيسة ومعتقداتها القديمة، وطريقة عيش رجال الدين المترفة وثرائهم الفاحش.
4. هاجم التعصب الديني لا سيما اضطهاد الهيجونت (البروتستانت الفرنسيين).
5. ولما وضع كتابه الشهر (رسائل عن الإنكليز).

علل: حكمت محكمة باريس العليا بحرق هذا الكتاب أمام الجمهور؟

لأنه هاجم نظام الحكم الملكي في فرنسا.

• هنا يردد فولتير عبارته المشهورة التي تقول (إن إقرار الحرية في إنكلترا تطلب ثمناً غالياً، في حين أغرق صنم الحكم الاستبدادي المطلق في فرنسا في بحر من الدماء).
• كما امتدح فصل السلطات في أية حكومة، وأنه لا يمكن فرض الضرائب إلا بموافقة البرلمان.

2. مونتسكيو 1689 - 1755م:

1. كانت مونتسكيو باحثاً في القانون يعد كتابه (روح القوانين) دراسة عامة في أنواع الحكومات وأشكالها.
2. يرى أن الحكومة ضرورية ولكنها تعجز عن تأدية مهماتها إذا لم تكن قائمة على الفضيلة في الحاكم والمحكوم كما فضح فساد الحاشية الملكية وخمول النبلاء المبذرين وسوء إدارة أموال الدولة.
3. كتابه هذا كما يعترف مونتسكيو نفسه متأثراً بالدستور البريطاني، إذ أنه استحسن الحكومة المقيدة.
4. نبه الفرنسيين إلى فساد حكومة فرنسا التي جعلت السلطات الثلاث (التشريعية - القضائية - التنفيذية) بيد الملك وحده.

علل: أعجبه نظام حكمها الدستوري مما دعاه إلى فصل السلطات؟

لأن ذلك يساعد على أن تكون كل واحدة منها رقيبة على الأخرى.

3. جان جاك روسو 1712 - 1778: يعد روسو من أبرز الكتاب الفرنسيين إثارة لعواطف الجماهير مما ساعده على أن يكون أحد الكتاب المؤثرين في إحداث عصره والجيل الذي تلاه كان كتابه (العقد الاجتماعي) الذي أصدره عام 1762م خلاصة وأفكاره السياسية والاجتماعية وقد قال في كتابه المشهور (إن الإنسان يولد حراً ولكنه مقيد بالإغلاق في كل مكان) ودعا إلى الرجوع للطبيعة للتخلص من قيود الحضارة وفي رأيه إن الحكومة تقوم على عقد اجتماعي بين الشعب ومجموعة أفراد يوكل لهم بالحكم فإذا أخل هؤلاء بالعقد أبيحت الثورة ضدهم.

4. الموسوعيون (الانسكلوبيديون): وهم جماعة من الحركة الفكرية وقد عملوا على وضع موسوعة (دائرة المعارف) لتوعية الناس وتعرضوا فيها لأنواع الحكومات وانتقدوا فيها النظام السائد والكنيسة ونبهوا الناس الى عيوب المجتمع.

ماذا أثرت اليقظة الفكرية في فرنسا في نفوس الشعب؟

1. حررت عقولهم.
2. التنبيه إلى عيوب الكنيسة والمجتمع الفرنسي.
3. سوء نظام الحكم.
4. حركت فيهم الحماس وعبئت عقولهم ونظمت طاقاتهم نحو تغيير الوضع العام في فرنسا.
5. التطلع إلى الإصلاح السياسي والاجتماعي.
6. ينشدون الحرية والمساواة.