الفصل الثامن: المجتمع العراقي
س1- ما المجتمع وكيف يطبق تعريفه على المجتمع العراقي؟
هو تنظيم اجتماعي كبير يدين الأفراد المكونين له بالولاء ويشعرون بالانتماء إليه بثقافة مشتركة وبدرجة معينة من الاستقلالية والاكتفاء الذاتي ويحتل بقعة جغرافية ذات حدود موصوفة، وينطبق هذا التعريف النظري المجرد على المجتمع العراقي إلا أننا بحاجة إلى تسليط الضوء على بعض الحقائق المهمة ذات الصلة بنسيج المجتمع العراقي ومن هذه الحقائق قدر عدد سكان العراق عام ١٨٦٧ لم يتجاوز (مليون وربع المليون) نسمة وقد وضع في ثلاث فئات هي (القبائل الريفية - سكان المدن - والقبائل البدوية) وقد تأثر المجتمع العراقي بالثقافة الريفية والحضرية والبدوية.
س2- ما الفئات السكانية الرئيسة التي تكون منها المجتمع العراقي عام 1869م؟
- الفئة الأولى: وتمثلها القبائل الريفية.
- الفئة الثانية: سكان المدن.
- الفئة الثالثة: القبائل البدوية.
س3- ما أهمية الدين في المجتمع الإنساني وكيف نظر الدكتور رشيد الخيون في كتابة المعروف والمذاهب والأديان في العراق، إلى الدين في المجتمع العراقي؟
- الدين يسد حاجة الناس إلى الاعتقاد والإيمان ويوفر مرجعية للقيم والأخلاق الاجتماعية والأفكار الأساسية التي تتعلق بالكون ونشأته وتطوره، من النواحي الاجتماعية فإن الدين غالباً ما يتأثر بحاجات الناس ومصادر الفهم وتصوراتهم، ومثل كل الأديان السماوية الأخرى فقد تغيرت طرق التعبير عن الإيمان بالدين عبر الزمن، لقد نشأت عبر السنوات ومن خلال طريقة فهم الناس لنظم الاعتقادات الدينية وما يرتبط بها سلسلة طويلة من الطقوس والممارسات الجماعية التي يمارسها الناس لدوافع اجتماعية يتمثل بعضها في الحاجة إلى اللقاء والتساند والتباحث في الشؤون ذات العلاقة والاهتمام بمجرى حياتهم وهمومهم اليومية، ويجد مثل هذا التفسير صداه في القرآن الكريم الذي جاء فيه (لو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).
- ويلاحظ الدكتور رشيد الخيون في كتابه المعروف (المذاهب والأديان في العراق) أن العراق بلد تعايشت فيه الأديان والمظاهر عبر الزمن، على الرغم من اندلاع العنف الديني والمذهبي في فترات زمنية معينة، إلا أن صفة التعايش والتعددية كانت هي الغالبة وبخاصة في المدن العراقي الكبرى وفي مقدمتها بغداد والموصل والبصرة، وفي مدن الجنوب العراقي ومناطق الأهوار عاشت بعض الجماعات الدينية المتميزة مثل الصابئة لقرون من الزمن بطمأنينة وسلام، وعشية الإعلان عن تأسيس الدولة العراقية وزعت منشورة (تؤكد على وحدة وأخوة كافة الطوائف العراقية وتدعوها باسم الوطن الواحد والمصير الواحد إلى الاتحاد مع المسلمين لتحقيق استقلال العراق)، اليوم، نصت المادة (3) من الباب الأول للدستور العراقي الجديد لعام 2005 على أن العراق (بلد متعدد القوميات والمذاهب).
س4- كيف وصف المتخصصون العلاقة بين المجتمع والدولة في العراق؟
- واجهت مسيرة بناء الدولة في العراق صعوبات جمة لعل من أهم أسبابها أن الدولة نشأت في ظل امبراطوريات عظمى أو دول أجنبية كبرى، وعندما استقل العراق عن الدولة العثمانية وصار دولة عام 1921 واستمرت الحالة الصعبة والمتشنجة بين المجمع والدولة.
- واليوم فإن التحدي الذي يواجه الدولة يتمثل في إعادة بناء العلاقة على أسس صحيحة بين المواطن والدولة، والسبب في ذلك إلى غياب عنصر الثقة والاطمئنان المتبادل بين المواطن والدولة فالمواطن يشك كثيراً بنوايا الدولة ولا يأمنها نتيجة تراكمات صنعتها سياسات الحكومات السابقة التي جعلت المواطن يشعر بأنه غير معنياً باهتمامات الدولة وسياستها وأنه لا يحتل موقعاً مناسباً في سلم أولياتها، وهذه المشكلة جدية فإن الدولة لا تستطيع أن تؤدي دورها دون تعاون المواطنين ودعمهم لها وتعزيزهم لسلطتها من خلال الحرص على تطبيق القانون والاحتكام إليه والتفاعل الإيجابي المخلص معها والمحافظة على الملكية العامة عدم التجاوز عليها وكذلك فيما يتعلق بعدم انتهاك حقوق الملكية الخاصة واحترام أموال الناس وممتلكاتهم.
س5- ما التعريف الرسمي للمدينة في العراق وكيف اختلف هذا التعريف عن التعريفات التي استخدمت في عدد من دول العالم؟
هي كل منطقة تقع داخل حدود مركز المحافظة أو داخل حدود المدينة الكبيرة وقد اختلفت المجتمعات الإنسانية، في تعريفاتها للمدينة اعتمدت بعض الدول كما في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية على حجم السكان كمعيار لتحديد المدينة وفقاً لهذا المعيار فإن المدينة تعرف على أنها المنطقة التي يسكن فيها عدد معين من الناس مثل (2500) نسمة في الولايات المتحدة الأمريكية و(2000) نسمة في فرنسا و(5000) نسمة في بلجيكا.
س6- ما الجوانب الاجتماعية التي أكد الدستور العراقي على أهميتها في العراق؟
تم التأكيد على أهمية العائلة وعدّها (أساس المجتمع) وأناط بالدولة مهمة المحافظة على (كيانها وقيمتها الدينية والأخلاقية والوطنية) ونصت المادة 14 من الفصل الأول الباب الثاني على أن يكون (العراقيون متساوون أمام القانون دون تمييز بسبب الجنس أو العرق أو القومية أو الأصل أو اللون أو الدين أو المعتقد أو الوضع الاقتصادي أو الاجتماعي).
س7- عدد مؤسسات العدالة الانتقالية وبين جهود وزارة التربية في هذا المجال.
- وزارة التربية.
- وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
- وزارة حقوق الإنسان.
- وزارة الهجرة والمهجرين.
- هيئة المسألة والعدالة.
- هيئة حل نزاعات الملكية.
- هيئة النزاهة.
أما جهود وزارة التربية في هذا المجال: فكان من خلال نشر ثقافة المواطنة الصالحة واحترام الرأي والرأي الآخر وتعزيز مبادئ حقوق الانسان وتضمينها في المناهج الدراسية وتحسين المستوى العلمي ودعمه بتكنولوجيا التعليم الحديثة.
س8- ما المقصود بـ حقوق الإنسان في العراق؟
- لقد عانى الإنسان العراقي من انتهاكات كثيرة وفظيعة في هذا المجال الأمر الذي حتم الاهتمام والرعاية الخاصة، لذلك، نصت المادة (44) من الباب الثاني الخاصة بالحقوق والحريات على أن (لجميع الأفراد الحق في التمتع بكل الحقوق الواردة في المعاهدات والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التي صادق عليها العراق)، وتبرز أهمية هذا الموضوع من حقيقة أنه لا يمكن خطط تنموية أو سياسات وبرامج حكومية أن تنجح في تحقيق الأهداف المعول عليها لخدمة الصالح العام دون الاهتمام بمسألة حقوق الإنسان العراقي كفرد مستقبل يتمتع بكينونة قائمة بذاتها، فكل ما يمكن تحقيقه من ازدهار اقتصادي وتوسع تجاري وتقدم صناعي يبقى ناقصاً إن لم يأخذ بالاعتبار الطرف الأول، المهم بالمعادلة وهو الخاص بـ (حقوق الإنسان) كل إنسان بغض النظر عن اسمه وأصله وفصله ولقبه وجنسه وقوميته ودينه أو مذهبه.
- وفيما يتعلق بحقوق الإنسان وضرورة تطبيق الديمقراطية في العراق أكد الدكتور علي الوردي في نهاية كتابه (دراسة في طبيعة المجتمع العراقي) الذي صدر قبل حوالي أكثر من أربعة عقود أن الشعب العراقي ينشق على نفسه وفيه صراع قبلي وطائفي وقومي وليس هناك من طريقة لعلاج هذا الانشقاق أجدى من تطبيق مع النظام الديمقراطي فيه حيث يتاح لكل فئة منه أن تشارك في الحكم.